البطولة برو 1

Français

محطات تاريخية شهدت إيقاف الدوري الاحترافي قبل "كورونا"

03/04/2020 محمد بلعودي على الساعة 12h32 © حقوق النشر : Dr
ينضاف حادث إيقاف الدوري الاحترافي في الموسم الرياضي الحالي، بسبب جائحة كورونا، إلى أحداث تاريخية سابقة، كانت سببا في توقف عجلة البطولة الوطنية في سنوات سابقة لأسباب مختلفة.

 وسارعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعد انتشار وباء كورونا، في خطوة أولى إلى اتخاذ قرار إجراء المباريات بدون جمهور، قبل أن تعمد إلى إيقاف جميع الأنشطة الكروية، ما تسبب أيضا في تأجيل إجراء مباراة الرجاء الرياضي أمام الاسماعيلي المصري، برسم إياب نصف نهائي البطولة العربية للأندية، رغم أن جميع ترتيبات إجراء المباراة كانت حاضرة.

ويستعرض موقع le360 سبور، في التقرير التالي المحطات التي شهدت إيقاف الدوري الاحترافي، بناء على شهادة الزميل محمد أبوالسهل، رئيس القسم الرياضي لإذاعة "MFM".
 
الحرب العالمية والإيقاف الأول
كانت الحرب العالمية الثانية أول حدث تاريخي يتسبب في إيقاف البطولة الوطنية لموسمين متتاليين سنتي 1939، و1940، إذ شهد العالم حينها أحد أكثر الحروب دموية، تسببت في مقتل أزيد من 60 مليون شخص، منذ انطلاقتها سنة 1939 إلى غاية انتهائها في شتنبر 1945.

وشهد العالم حدثا اسثنائيا تسبب في شل حركته بسبب تطاحن الدول العظمى في العالم حينها، وكان ذلك سببا رئيسا، حسب الزميل أبو السهل، في إيقاف البطولة لسنتين متتاليتين، قبل أن تقرر الجامعة إعادة استئنافها سنة 1943.
 
أكادير..الزلزال الفاجعة
شهدت البطولة الوطنية ثاني توقف اضطراري لها سنة 1960، بعد الحدث المفجع الذي شهدته مدينة أكادير في 29 من فبراير، بسبب زلزال حولها إلى مدينة منكوبة، وتسبب في مقتل حوالي 12 ألف مواطن، فيما شرد 35 ألفا آخرون.

ولم تكتف الجامعة بإيقاف البطولة الوطنية آنذاك بسبب الفاجعة، بل قررت إعفاء فريق حسنية أكادير من مواصلة خوض باقي مبارياته بالبطولة، وخصمت للأندية التي كانت قد واجهته قبل وقوع الزلزال، النقاط التي حصلوا عليها أمامه.

وتوجت الجامعة فريق حسنية أكادير بطلب من الملك الراحل الحسن الثاني، والذي كان وليا للعهد حينها، بلقب البطولة الفخرية.

ويحكي الزميل أبو السهل، أن البطولة في الموسم المذكور، اكتملت بفضيحة كروية إذ كان الرجاء قد احتل الصف الأول حينها مع فريقي الجيش الملكي، والنادي القنيطري، ب 54 نقطة، غير أنه تفوق عليهما بالنسبة العامة، وكان يفترض أن يتوج بطلا، إلا أن مسؤولي الجامعة، اقترحوا إجراء دوري مصغر يضم الفرق الثلاثة.

ورفض الرجاء المشاركة في الدوري، وكتب الأبجيكو حينها رسالة قوية اللهجة لمسؤولي الجامعة، يؤكد رفضه المقترح ليضيع اللقب على الفريق الأخضر.
 
الانقلاب الفاشل
كانت للأحداث السياسية نصيب في إيقاف عجلة الدوري الاحترافي، بل أكثر من ذلك، كانت سببا في إلغاء نهائي كأس العرش، الذي لم يجر إلى اليوم بين فريقي شباب المحمدية والراسينغ البيضاوي، حدث ذلك سنة 1972، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بالصخيرات، في 16 من غشت.

ويعتبر الانقلاب من أبرز الأحداث التي عاشها المغرب، بعدما تمرد بعض الجنرالات وحاولوا الانقلاب على الملك الراحل الحسن الثاني، غير أن محاولتهم باءت بالفشل، لكن تأثيرها امتد إلى الحقل الرياضي، وتسببت في إيقاف الدوري، وإلغاء نهائي كأس العرش، وهي السنة الوحيد التي لم يجر فيها نهائي كأس العرش منذ تنظيم المسابقة.
 
الهزيمة الصادمة
حدث آخر كاد أن يتسبب في سنة بيضاء للبطولة الوطنية، لم تكن له هذه المرة علاقة بالسياسة أو الحروب، ولا حتى بالكوارث الطبيعية، بل كان حدثا رياضيا بامتياز، تمثل في هزيمة المنتخب الوطني أمام نظيره الجزائري، برسم إقصائيات الألعاب الأولمبية، في 9 من دجنبر 1979.

الهزيمة كانت صادمة وزاد من حدتها حضور الملك محمد السادس، وكان وليا للعهد حينها إلى الملعب، لمتابعة المباراة بمركب محمد الخامس، الأمر الذي دفع بالوزارء إلى تقديم طلب إلى الملك الحسن الثاني من أجل إعلان سنة بيضاء بالبطولة الوطنية، إلا أن الأخير رفض ذلك، لينقذ البطولة من إيقاف جديد.
 
كورونا..الوباء القاتل
مرة أخرى وجدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفسها مضطرة إلى إيقاف الدوري الاحترافي، بسبب حدث مفاجئ، لم تكن تتوقع معه الجماهير الرياضية، وهي تتابع انتشار فيروس "كورونا" بالصين، أنه سيشل حركة الدوري، غير أن الحدث أصبح واقعا، وفرض إجبارية الحجر الصحي، على جميع المغاربة رياضيين وغيرهم.

الجامعة قررت تعليق الدوري الاحترافي إلى غاية 20 أبريل على الأقل، موعد رفع الحجر الصحي، في حال نجح المغرب في القضاء على "الفيروس"، لتعود الحياة إلى طبيعته، وتحدد الجامعة موعدا جديدا لاستئناف مباريات كرة القدم، ومعها باقي الأنشطة الرياضي الأخرى.

التعليق سيزيد من حدة معاناة الأندية المغربية التي كانت تعيش غالبيتها على وقع الأزمة المالية، وستزداد حدتها مع استمرار إيقاف الدوري وغياب مداخيل للمباريات، التي كانت تشكل أحد أهم الموارد المالية للأندية أسبوعيا.

شارك المقال مع أصدقائك

مضامين ذات صلة




← الرجوع