حسمت إدارة النادي الصفاقسي التونسي تعيين المصري حسام البدري مدربا للفريق خلال الفترة المقبلة عقب رحيل أنيس بوجلبان.

وتعتبر تجربة البدري هي الأولى لمدرب مصري في تونس، بينما هي المغامرة الرابعة له خارج مصر، حيث سبق له تولي تدريب كل من المريخ السوداني، وأهلي طرابلس الليبي، ووفاق سطيف الجزائري.

ودخلت إدارة الصفاقسي في مفاوضات رسمية مع البدري خلال الأيام القليلة الماضية، وجرى الاتفاق على استكمال المفاوضات في جلسة أخيرة في مدينة صفاقس، ليتم إنهاء إجراءات التعاقد وحسم الأمر بشكل نهائي.

ووجه البدري الشكر خلال تصريحات صحافية إلى كامل أعضاء إدارة الفريق على ثقتهم في شخصه واختياره مدربا جديدا للفريق. وأكد المدرب المصري بأنه يعرف حجم جماهير الصفاقسي وحبهم الكبير للنادي وما يطمحون إليه، خاصة عودة البطولات للصفاقسي، موضحا أن المهمة ستكون صعبة ويمكن أن تكون أصعب حين يأخذ المدرب بزمام الأمور في وسط الموسم؛ حيث أن الوقت يكون ضيقا للتعرف على اللاعبين والعقلية الجديدة.

تجربة فريدة
البدري المدرب الجديد للصفاقسي عبر عن سعادته بتجربته كأول مدرب مصري يقود فريقا في الدوري التونسي

أشار إلى أنه سيكون على رأس أولوياته مباراة قطر لحساب الدور الإقصائي من كأس الملك سلمان للأندية البطلة، وبعدها سيركز على مقابلات الدوري التونسي. مضيفا أنه قبل المهمة لأن الصفاقسي فريق كبير، وقدم له مشروعا يهدف إلى استعادة الوضع الطبيعي للفريق كما أن ما شجعنه على قبول العرض هو أنه لمس من خلال المفاوضات أن الإدارة لديها الرغبة لإنجاح المشروع الذي يتطلب وقتا، لكن ما يهم هو أن يكون فريقا يليق باسم الصفاقسي. وحول الفكرة التي يحملها عن الدوري التونسي، قال البدري إنه يدرك جيدا أنه دوري يتسم بالتنافس والقوة على غرار الدوري المصري.

وعبر المدرب الجديد للصفاقسي عن سعادته بتجربته الحالية كأول مدرب مصري يعمل بالدوري التونسي. وقال البدري “أخوض تجربة جديدة وأنا سعيد بها للغاية، وتضاف إلى محطاتي السابقة في ليبيا والجزائر والسودان، وكوني أول مدرب مصري يتولى مهمة فريق بالدوري التونسي أمر يسعدني للغاية”. وتابع “إدارة الصفاقسي لديها مشروع بتكوين فريق جديد وقوي، كما أنه مقبل على منافسات مهمة محليا وعربيا، وسيتم التدعيم في الصيف المقبل”. وواصل “بعد منتخب مصر فضلت السفر إلى الخارج، وخضت تجربة ناجحة مع وفاق سطيف رغم الظروف الصعبة، ونجحت في تكوين فريق جيد لكن الظروف المادية حالت دون استمراري”. وأردف “تلقيت عدة عروض محلية لكنها كانت من أندية لا تتمتع بالاستقرار لذا فضلت الانتظار للحصول على مكان يمتلك إمكانيات لتحقيق طموحاتي”.

وأضاف “قضيت فترة ناجحة جدا مع الأهلي، وحققت أرقاما قياسية مع الفريق بالدوري، كما توجنا بألقاب في كأس مصر والسوبر ووصلنا إلى نهائي أفريقيا”.

وواصل “لم أستمر مع المنتخب لكنني حققت هدفي الأول بالتأهل إلى بطولة أمم أفريقيا، وكنا نسير بشكل جيد في تصفيات بطولة كأس العالم، لكنني رحلت بسبب اختلاف في وجهات النظر”. وأكمل “هناك حالة من عدم الرضا عن مستوى الكرة المصرية، رغم أن الدوري يشهد إثارة كبيرة وهناك نتائج غير متوقعة”.

وأكمل البدري “لكن بشكل عام هناك عدم رضا بسبب ندرة المواهب، العناصر المميزة مثل شيكابالا وعبدالله السعيد في نهاية المشوار، وهو ما يؤثر على مستوى الكرة المصرية”. وأتم “حلمي هو العودة إلى بيتي النادي الأهلي وكذلك منتخب مصر، لأنني لم أكمل مسيرتي ولم أحقق أحلامي بشكل كامل، لكن حاليا أتمنى أن أخوض تجربة ناجحة مع الصفاقسي”.

وكتب البدري أغلب نجاحاته مع الأهلي المصري بعدما تولى قيادة الفريق الأحمر خلال 3 ولايات الأولى في الفترة بين 2009 و2011 خلفا للبرتغالي مانويل جوزيه وفاز بلقب الدوري المصري، وكأس السوبر المصري.

وقاد البدري الأهلي في الفترة بين 2012 و2013 وحقق لقب دوري أبطال أفريقيا، والسوبر الأفريقي، والسوبر المصري، وحقق المركز الرابع في بطولة كأس العالم للأندية.

إنجازات لافتة

في الولاية الثالثة التي كانت خلال الفترة بين 2016 و2018 حقق البدري لقب الدوري المصري مرتين، وكأس مصر، والسوبر المصري. وسبق أن قاد البدري إنبي بجانب منتخب مصر لفترة امتدت لعامين بين 2019 و2021، بخلاف قيادة المنتخب الأولمبي المصري.

بعد رحيله عن الأهلي، تولى حسام البدري تدريب المريخ السوداني لمدة عام واحد بدأ في ديسمبر 2010 ورحل في 2011. وحقق البدري لقب الدوري السوداني مع المريخ، لكنه ودع دوري أبطال أفريقيا من دور الـ32 على يد إنتر كلوب الأنغولي بعد الفوز (2 - 0) في السودان والخسارة في أنغولا (2 – 5) ليرحل عن الفريق.

وفي عام 2013 ولمدة 5 أشهر فقط، تولى البدري تدريب فريق أهلي طرابلس الليبي في خطوة أثارت جدلا واسعا، خصوصا أنه كان مرتبطا بعقد مع الأهلي المصري.

ورحل البدري عن تدريب أهلي طرابلس بسبب تعرضه لمحاولة اغتيال عقب لقاء السويحلي بالدوري الليبي، بعدما تعرض لإطلاق الرصاص من إحدى السيارات في شهر أكتوبر 2013 وأدت إلى تهشم الزجاج الخلفي، ليتجه البدري بسيارته إلى فندق الإقامة.

وفي يوليو الماضي تولى البدري تدريب فريق وفاق سطيف الجزائري، في تجربة أيضا لم تستمر سوى 5 أشهر فقط. ورحل المدرب المصري سريعا بسبب الأزمة المالية التي ضربت الفريق الجزائري والتي أدت إلى إضراب اللاعبين والانقطاع عن التدريبات. وخاض البدري مع الفريق الجزائري 10 مباريات في بطولة الدوري، حيث نجح في الفوز بـ5 مباريات، وتعادل في 3 مواجهات، بينما خسر مباراتين.