البطولة برو 1

Français

مقال رأي..متواطئون أم خائفون

18/09/2019 محمد بلعودي على الساعة 11h32 © حقوق النشر : Dr
لا أجد تفسيرا للصمت المطبق الذي طبع مسيري كرة القدم خلال الجمع العام، وكأن على رؤوسهم الطير، سوى أنهم متواطئون، أو خائفون من عواقب الكلام.

لا يمكن لعاقل، وهو يرى حجم الانتقادات والاتهامات التي وجهت للعصبة، طيلة 4 سنوات، إلا أن يتوقع جمعا عاما ساخنا، يناقش على الأقل مهزلة البرمجة، وفضائح التحكيم، إن لم يكن سيناقش فشل العصبة في ضمان استقلاليتها عن الجامعة، وفشلها في جلب موارد خاصة بها، إذ بها كالطفل الذي ينتظر من الجامعة أن تطعمه، وتمنحه بعض موظفيها لرعايته.

اختار مسيرو كرة القدم السكوت في موضع الكلام، أحجموا عن التعبير عن آرائهم، ابتلعوا ألسنتهم، لا انتقادات، ولا أفكار، ولا صوت يعلو على صوت الناصيري.
أربع سنوات من البلاغات ضد الأخطاء التحكيمية، ضد البرمجة، بل حتى الناصيري رئيس الوداد، احتج على الناصيري رئيس العصبة.

أربع سنوات من التصريحات والتهديد بالانسحاب، أربع سنوات من الفضائح والمشاكل التي لا حصر لها بالدوري الاحترافي، لخصها صمت مطبق، يؤكد أن ما قيل وما سيقال لا يعدو أن يكون امتصاصا لغضب الجماهير، وهروبا من احتجاجاتهم، وتعليقا للفشل على شماعة العصبة.

كيف لنا أن نسمع بعد الذي رأيناه، لتصريحاتكم وأنتم تهاجمون، تنتقدون، تتوعدون العصبة الاحترافية؟ كيف لنا أن ننشر بلاغاتكم الاحتجاجية على التحكيم؟ أم كيف لنا أن نثق بمواقفكم وأنتم تطالبون باستقلالية العصبة عن الجامعة؟ ماذا حدث لكم؟ هل أخرستكم نظرات الناصيري؟ أم أعجبتم بابتسامته وهو يطلب منكم الإدلاء بملاحظاتكم، وآرائكم، وهو يعلم أنه لا أحد يجرؤ منكم على الكلام في حضرته؟.

المؤسف أن من سكتوا فضلا عن أنهم مسيرون لكرة القدم، بينهم أطر، ورجال أعمال، لا يعوزهم الحال، إن عبروا عن آرائهم، أو احتجوا، أو حتى هاجموا الناصيري، ليقولوا له كفاك عبثا بالعصبة الاحترافية.

أربع سنوات من التسيير بالعصبة زاد فيها حال كرتنا سوءا، فرق غارقة في الأزمات المالية، وملفات النزاعات لا حصر لها، ومستوى تقني ضعيف، وتسيير هاو بالأندية، ولا أحد منكم امتلك الجرأة للكلام أو حتى ليقول "اللهم إن هذا منكر".

خلاصة القول
الخروج من الأزمات لا يكون بالسكوت، أو التصفيق، بل بالنقاش، وطرح الأفكار، وتبادل التجارب، والاستفادة ممن نجحوا قبلنا وطوروا مستوى كرتهم، وقبل هذا وذاك لا يمكن أن يكون ذلك إلا بإرادة صادقة في التغيير، يتبعها عمل جاد، يبدأ بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

شارك المقال مع أصدقائك

مضامين ذات صلة




← الرجوع